يُعد سلس البول urinary incontinence، أو عدم القدرة على السيطرة على المثانة البولية، أحد المشاكل الشائعة التي تٌسبب حرجًا وإزعاجًا في كثيرًا من الأحيان، وتتراوح خطورة سلس البول من تسرب بعض قطرات البول عند السُعال أو العطس إلى الرغبة الشديدة في التبول بشكلٍ مٌفاجيء وقوي بحيث قد لا يتمكن الشخص من الذهاب إلى المرحاض. تميل النساء إلى الإصابة بسلس البول مقارنةً بالرجال، ويرجع ذلك إلى:- الاختلافات التشريحية لمجرى البول لدى النساء والرجال. التغيرات الهرمونية في فترات ما قبل انقطاع الطمث وانقطاع الطمث بالنسبة للنساء. حالات الحمل والولادة. بالإضافة إلى ذلك، فإن سلس البول مشكلة لا مفر من حدوثها مع التقدم في العمر والشيخوخة، وهو أمر يجب على الأشخاص معرفة كيفية تحمله والتكيف معه مع مرور العمر. يُمكن أن يكون سلس البول مشكلة لها تأثيرات كبيرة ومزعجة على نوعية حياة الفرد في المنزل والعمل وخارج المُجتمع، وقد يشعر الكثير من الأشخاص بالحرج من مٌناقشة سلس البول مع الطبيب. في هذه المقالة سوف نتعرف على أسباب حدوث سلس البول، وأعراضه، وكيفية تشخيصه، والعلاجات المٌمكنة. ما هو سلس البول؟ التعريف الأساسي لسلس البول هو فقدان البول الغير طوعي أو الغير إدراي، حيث تقوم المثانة البولية بتخزين البول، وتقوم العضلة العاصرة، وهي العضلات التي تٌحيط بالإحليل، باحتجاز البول. بالإضافة إلى ذلك، تدعم عضلات قاع الحوض مجرى البول والمثانة البولية وأعضاء الحوض الأخرى، وإذا كان أي جزء من هذا النظام لا يقوم بعمله بشكلٍ جيد، فمن المٌرجح أن يتسبب ذلك في حدوث سلس البول. أعراض سلس البول العرض الرئيسي لسلس البول هو تسرب البول بشكل غير متوقع، ويُمكن أن يحدث هذا التسرب بطرق مٌختلفة بالنسبة للأشخاص، حيث قد يُعاني بعض الأشخاص من قطرات بول فقط أثناء مُمارسة النشاط، بينما قد يشعر آخرون بفقدان البول بشكلٍ كامل بعد الرغبة الشديدة في التبول. تشمل أنواع سلس البول مايلي:- سلس البول الإجهادي:- ويحدث من تسرب البول عندما يتم الضغط على المثانة عن طريق السُعال أو العطس أو الضحك أو رفع الأشياء الثقيلة أو ممارسة التمارين الرياضية. سلس البول الإلحاحي:- ويحدث عندما يكون لدى الشخص رغبة مٌفاجئة ومٌكثفة في التبول يتبعها فقدان لا إرادي للبول، وقد يكون سبب سلس البول الإلحاحي حالة بسيطة، مثل العدوى، أو حالة أكثر خطورة، مثل مرض السكري أو الاضطراب العصبي. سلس البول الفائض:- ويحدث عندما يُعاني الشخص من تسرب البول بشكل متكرر أو مستمر، وذلك بسبب عدم إفراغ المثانة بشكلٍ كامل. سلس البول الوظيفي:- قد تمنع الإعاقة الجسدية أو العقلية للشخص في بعض الأحيان من الوصول إلى المرحاض في الوقت المٌناسب، مثل التهابات المفاصل الحادة قد تمنع من فك أزرار الملابس بالسرعة الكافية. سلس البول المٌختلط:- ويحدث عندما يُعاني الشخص من أكثر ن نوع من أنواع سلس البول السابقة، وغالبًا يكون مزيج بين سلس البول الإجهادي وسلس البول الإلحاحي. أسباب سلس البول هٌناك العديد من الأسباب وعوامل الخطر التي تٌسبب حدوث سلس البول، وتشمل هذه العوامل ما يلي: التقدم في العمر. الحمل والولادة. التاريخ العائلي. جراحات البطن أو الحوض. زيادة الوزن. تناول بعض الأدوية. وجود اضطرابات في قاع الحوض. التهابات المسالك البولية المٌتكررة. كيفية تشخيص سلس البول من المٌهم تحديد نوع سلس البول الذي يُعاني منه الشخص، وفي الغالب سوف يتعرف الطبيب على النوع من خلال المعلومات والأعراض التي يخبرها الشخص، وسوف توجه هذه المعلومات قرارات العلاج. من المٌرجح أن يبدأ الطبيب بالتاريخ الشامل للشخص وإجراء فحص بدني، وقد يطلب الطبيب القيام بإجراء بسيط يُمكن أن يُظهر سلس البول، مثل السُعال، بعد ذلك من المٌرجح أن يوصي الطبيب بما يلي:- تحليل البول:- يتم فحص عينة من البول بحثًا عن أي علامات عن العدوى أو آثار الدم أو غيرها من التشوهات. يوميات المثانة، لعدة أيام، يتم تسجيل كميات السوائل التي يتم شربها، ومتي يتم التبول؟، وكميات البول التي يتم إنتاجها، وما إذا كانت لديك رغبة في التبول، وعدد نوبات سلس البول. قياس البول المتبقي بعد الإفراغ:- يُطلب من الشخص التبول أو الإفراغ في وعاء يقيس كمية البول، ثم يقوم الطبيب بفحص كمية البول المتبقية في المثانة باستخدام الموجات فوق الصوتية، قد تعني كمية البول المُتبقية في المثانة أن الشخص لديه انسداد في المسالك البولية أو مشكلة في أعصاب أو عضلات المثانة. إذا كانت هٌناك حاجة إلى مزيد من المعلومات، قد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات أكثر تدخلًا، مثل اختبار ديناميكية البول والموجات فوق الصوتية للحوض، والتي يتم إجراؤها في الغالب عند الرغبة في القيام بعملية جراحية. علاج سلس البول يعتمد علاج سلس البول على نوع سلس البول وشدته، وكذلك السبب الكامن وراء حدوثه، حيث قد تكون هٌناك حاجة إلى مجموعة من العلاجات، وإذا كان هٌناك حالة أساسية تٌسبب أعراض السلس، فيقوم الطبيب أولًا بعلاج هذه الحالة. قد يوصي الطبيب بعلاجات أقل تدخلًا للبدء بها، والانتقال إلى خيارات اخرى إذا فشلت هذه التقنيات في المٌساعدة، والتي تشمل:- 1. التقنيات السلوكية قد يوصي الطبيب بما يلي:- - تدريب المثانة لتأخير التبول بعد الرغبة في التبول، قد يبدأ الفرد بمحاولة التوقف لمدة 10 دقائق في كل مرة يٌشعر فيها بالحاجة إلى التبول، الهدف هو إطالة الوقت بين مرات الذهاب إلى المرحاض حتى يتم التبول كل 2.5 - 3.5 ساعة فقط. - التفريغ المزدوج، للمٌساعدة على تعلم كيفية تفريغ المثانة بشكلٍ كامل وذلك لتجنب سلس البول الفائض، يعني التفريغ المزدوج التبول، ثم الانتظار لبضع دقائق ومحاولة التبول مرة أخرى. - جدولة الذهاب للمرحاض، يعني التبول كل ساعتين إلى أربع ساعات، دون انتظار الحاجة إلى التبول. - إدارة النظام الغذائي والوزن، للسيطرة على المثانة، قد يحتاج الفرد إلى التقليل وتجنب تناول الكافيين والكحول والأطعمة الحمضية، والعمل على فقدان الوزن الزائد، وزيادة النشاط البدني. 2. تمارين قاع الحوض قد يوصي الطبيب أيضًا بمٌمارسة تمارين قاع الحوض بشكلٍ مُنتظم، تعمل هذه التمارين على تقوية العضلات التي تٌساعد في التحكم في التبول، تٌعرف هذه التمارين أيضًا باسم تمارين كيجل Kegel exercises، وهي تمارين فعّالة بشكلٍ خاص في علاج سلس البول الإجهادي، وقد تٌساعد أيضًا في علاج سلس البول الإلحاحي. للقيام بتمارين كيجل، تخيل أنك تحاول إيقاف تدفق البول، ويتم ذلك من خلال الخطوات التالية:- 1. قم بشّدّ العضلات التي تٌستخدم في التحكم في البول، وتثبيتها لمدة 5 ثوان. 2. إرجاع العضلات مرة أخرى لوضعها، والتثبيت لمدة 5 ثوان أخرى. 3. إذا كان هذه صعبًا، يُمكن شدّ العضلات لمدة 2 ثانية، ورجوعها مرة أخرى لمدة 3 ثوان. 4. اهدف إلى القيام بـ 10 عدات في 3 مجموعات. 3. استخدام الأدوية يُمكن أن تشمل الأدوية التي تٌستخدم في علاج سلس البول ما يلي:- مضادات مفعول الكولين Anticholinergics:- يُستخدم لتهدئة فرض نشاط المثانة، وقد تكون مٌفيدة في علاج سلس البول الإلحاحي. دواء Mirabegron:- يُستخدم لعلاج سلس البول الإلحاحي، حيث يعمل على إرخاء عضلات المثانة، ويُمكن أن يٌزيد من كميات البول التي تحتويها المثانة، ويُمكن أن يؤدي إلى زيادة كميات البول التي يُمكن تبولها في المرة الواحدة. حاصرات ألفا Alpha blockers:- يُستخدم للرجال الذين يعانون من سلس البول الإلحاحي أو سلس البول الفائض، وتعمل هذه الأدوية على إرخاء عضلات عُنق المثانة وألياف العضلات في البروستاتا وتُسهل إفراغ المثانة. الإستروجين الموضعي Topical Estrogen:- عن طريق وضع جرعة مٌنخفضة من الإستروجين الموضعي على شكل كريم مهبلي، قد تٌساعد في تجديد الأنسجة في مجرى البول والناطق المٌلتهبة. 4. التحفيز الكهربائي يتم ذلك من خلال إدخال أقطاب كهربائية مؤقتة في المٌستقيم أو المهبل لتحفيز وتقوية عضلات قاع الحوض، وهذا الإجراء يكون فعّالًا في علاج سلس البول الإجهادي وسلس البول الإلحاحي. 5. الجراحة إذا لم تنجح العلاجات الأخرى، يُمكن للعديد من الإجراءات الجراحية علاج المشاكل التي تٌسبب سلس البول، والتي تشمل:- إجراءات حبال سلس البول. تعليق عٌنق المثانة. جراحة هبوط المهبل. العضلة العاصرة البولية الاصطناعية. 6. المصات ومٌضادت التسرب إذا لم تتمكن العلاجات الطبية من القضاء على سلس البول لدى الأشخاص، يُمكن استخدام المٌنتجات التي تعمل على تخفيف الانزعاج الناتج تسرب البول، مثل الفوط والملابس الواقية، والقسطرة. مصدر المقالة:- 1، 2.